ما هو السبريد Spread في الفوركس، في عالم التداول عبر الإنترنت، وبخاصة في سوق الفوركس (Forex)، تُعتبر معرفة مفهوم السبريد (Spread) من الأمور الأساسية التي يجب على أي متداول لبناني فهمها جيدًا قبل الدخول في الصفقات.
فهو ليس مجرد رقم صغير يظهر بجانب أزواج العملات، بل هو العامل الذي يمكن أن يحدد مدى ربحك أو خسارتك في السوق.
مع تزايد اهتمام الشباب اللبناني بالتداول في السنوات الأخيرة، بات من الضروري فهم كيف يعمل السبريد، وما تأثيره المباشر على الأرباح، خاصة في ظل التقلّبات الاقتصادية والمالية التي يشهدها لبنان.
ما هو السبريد Spread في الفوركس؟
السبريد ببساطة هو الفرق بين سعر الشراء (Ask) وسعر البيع (Bid) لزوج العملات في سوق الفوركس.
على سبيل المثال، إذا كان سعر زوج اليورو/دولار الأمريكي (EUR/USD) هو: سعر الشراء (Ask): 1.0752، سعر البيع (Bid): 1.0750
فإن السبريد في هذه الحالة هو: 1.0752 – 1.0750 = 0.0002 أي 2 نقطة (Pips).
هذا الفرق البسيط هو العمولة غير المباشرة التي يحصل عليها وسيط التداول (Broker) مقابل تنفيذ الصفقات الخاصة بك.
كيف يعمل السبريد في سوق الفوركس؟
كل شركة وساطة تحدد السبريد الخاص بها بناءً على نوع الحساب، وسيولة السوق، وحجم الصفقة، والأزواج المتداولة.
عندما تفتح صفقة، فأنت تبدأ بخسارة بسيطة تساوي قيمة السبريد، لأنك اشتريت بسعر أعلى مما يمكنك البيع به في نفس اللحظة.
فمثلًا: إذا فتحت صفقة شراء على زوج اليورو/دولار بفارق سبريد 2 نقطة، فإن السوق يجب أن يتحرك لصالحك على الأقل بمقدار نقطتين قبل أن تبدأ بتحقيق ربح فعلي.
أنواع السبريد في الفوركس
يوجد نوعان رئيسيان من السبريد يواجههما المتداول اللبناني أو أي متداول عالميًا:
1. السبريد الثابت (Fixed Spread)
يبقى ثابتًا بغض النظر عن حركة السوق أو الأوقات.
مميزاته
- يمكن التنبؤ بتكلفته بدقة.
- مفيد للمتداولين الجدد.
عيوبه
- قد يكون أعلى قليلًا من السبريد المتغير.
- بعض الشركات تفرضه لحماية نفسها من تقلبات السوق.
2. السبريد المتغير (Variable Spread)
يتغير حسب السيولة وتقلبات السوق. يكون منخفضًا في الأوقات الهادئة ومرتفعًا أثناء الأخبار الاقتصادية المهمة.
مميزاته
- غالبًا أقل تكلفة في التداولات اليومية العادية.
- يعكس الأسعار الحقيقية للسوق.
عيوبه
- قد يرتفع فجأة أثناء الأخبار، ما قد يؤدي لخسائر غير متوقعة.
- يحتاج إلى متابعة مستمرة للسوق.
كيف يؤثر السبريد على أرباح المتداول اللبناني؟
في بلد مثل لبنان، حيث يبحث العديد من الشباب عن مصادر دخل إضافية عبر الإنترنت، يمثل فهم السبريد خطوة حاسمة لتحقيق النجاح في الفوركس.
فكل نقطة (Pip) تعني فرقًا في الأرباح أو الخسائر، خصوصًا عندما يكون حجم الصفقة كبيرًا.
لنوضح الأمر بمثال عملي: إذا كان حجم صفقتك 1 لوت (100,000 وحدة)، وكان السبريد على زوج اليورو/دولار 2 نقطة، فإنك تدفع: 2 × 10 دولار = 20 دولارًا كتكلفة مبدئية.
أي أن السوق يجب أن يتحرك لصالحك أكثر من 2 نقطة لتبدأ بالربح الفعلي.
لذلك، اختيار وسيط يقدم سبريدًا منخفضًا وثابتًا يعد ميزة مهمة لأي متداول لبناني يسعى لتحقيق أرباح مستقرة، خاصة مع محدودية رأس المال لدى كثير من المبتدئين.
العوامل التي تؤثر على حجم السبريد
عدة عوامل تتحكم في ارتفاع أو انخفاض السبريد، منها:
- زوج العملات: الأزواج الرئيسية مثل EUR/USD وUSD/JPY عادةً ما تكون ذات سبريد منخفض، نظرًا لارتفاع السيولة عليها.
- أوقات التداول: في الأوقات التي تتقاطع فيها جلسات لندن ونيويورك، تنخفض الفوارق بسبب زيادة النشاط في السوق.
- الأخبار الاقتصادية: خلال صدور بيانات هامة مثل أسعار الفائدة أو معدلات التضخم، يرتفع السبريد نتيجة لتقلبات السوق الحادة.
- شركة الوساطة: بعض الشركات تقدم فروقات منخفضة لجذب المتداولين، بينما ترفعها شركات أخرى مقابل خدمات إضافية أو حماية من تقلب الأسعار.
نصائح لتقليل تأثير السبريد على أرباحك
- اختر وسيطًا موثوقًا يقدم سبريدًا تنافسيًا: ابحث دائمًا عن شركات ذات سمعة طيبة ومنصات شفافة.
- تداول في الأوقات النشطة من اليوم: مثل فترة تداخل الجلسة الأوروبية والأمريكية، حيث تنخفض الفوارق عادة.
- ابتعد عن التداول وقت الأخبار الكبيرة: لأن السبريد غالبًا ما يرتفع بشكل كبير مؤقتًا.
- راقب الأزواج ذات السيولة العالية: مثل EUR/USD أو USD/JPY لتقليل تكاليف التداول.
- استخدم حساب تجريبي لاختبار فروق الأسعار أولاً: قبل إيداع أموالك الحقيقية.
في النهاية، السبريد (Spread) هو عنصر أساسي لا يمكن تجاهله في تداول الفوركس، فهو الذي يحدد التكلفة الفعلية لكل صفقة تقوم بها.
بالنسبة للمتداولين في لبنان، حيث أصبح التداول عبر الإنترنت وسيلة شائعة لتحقيق دخل إضافي، فإن فهم آلية السبريد وإدارته بذكاء يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا بين الربح والخسارة.
احرص دائمًا على متابعة الفروق السعرية، ومقارنة العروض بين شركات الوساطة، وتجنّب التداول في أوقات التقلبات العالية، لتضمن أداءً أكثر استقرارًا وربحية في سوق الفوركس.
